کد مطلب:163888 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:242

ما الذی حرک هذه الملایین؟
لقد اكتشف هؤلاء الملایین ان لدیهم سلاحاً من أنفسهم هو سلاح التحدی، وهو السلاح الذی عبر عنه الامام بالدم الذی ینتصر علی السیف، وأی دم علی أی سیف؟

الدم الذی ترافقه البطولة والشجاعة لا المكر والخدیعة. الدم الذی أریق فی أرض كربلاء كان دماً شجاعاً، والامام الحسین علیه الصلاة والسلام لم یترك استراتیجیة حربیة إلا واستخدمها فی كربلاء، وكل طریقة ممكنة للكید بالعدو استخدمها الامام الحسین (ع)، إلا الطرق الهابطة اللا انسانیة فلم یمنع الماء عن العدو، لان منع الماء عن العدو ومنع الضرورات الحیاتیة وسائل سافلة ومنحطة، ولا تستعمل لإثبات حق وتأكید مظلومیته (ع)، وما فعله من قبل والده الامام علی (ع) فی حرب صفین حین سقی الجیش المعادی الذی كان بقیادة الحر بن یزید الریاحی، أما غیر هذه الطرق اللانسانیة، هناك طرق أخری شریفة استخدمها الامام الحسین (ع)، لماذا؟

لان الانسان اذا أراد أن یموت فلیمت بشجاعة فلیمت بشرف، وزینب الكبری (ع) قالت فی الكوفة متحدیة شماتة ابن زیاد، قالت بلی ان أخی قد استشهد فی كربلاء، ولكن متی؟

لم یستشهد إلا بعد أن أدخل فی كل بیت من بیوت الكوفة العزاء وهذا هو الحق. الامام الحسین علیه الصلاة والسلام وأصحابه قد أخذوا ثأرهم من أعدائهم، وهكذا المجاهدون عبر التاریخ الذین كانوا یطلبون الموت، لان الشهادة شرف وان الموت فی الله حیاة، لم یكونوا یریدون أن یموتوا علی فراشهم، ولا فی قعر السجون أو صبراً باعدام الارهابین من أصحاب السلطات الفاسدة.. كلا، إنما اختاورا الطریق الامثل فكانوا یدخلون فی ساحة المعركة بشجاعة فیقتلون ثم یقتلون، بعد أن یأخذ بثأره وثأر إمته من أعداءه، ان هذا هو الدم الذی ینتصر علی السیف، وهذا بالذات كان آیة الامام الحسین علیه الصلاة والسلام التی تقابل آیة العصی عند النبی موسی علیه الصلاة والسلام.